أثار النجم المصري محمد صلاح موجة من التساؤلات والقلق بين جماهير ليفربول، عندما قام بحذف كل الإشارات المتعلقة بالنادي الإنجليزي من صفحته الشخصية على منصة “إكس”، في خطوة مفاجئة فسرها الكثيرون على أنها تعبير عن عدم الرضا. جاء هذا التصرف في أعقاب مباراة آينتراخت فرانكفورت الألماني، حيث بدأ صلاح المباراة على دكة البدلاء، مما أضاف بعداً جديداً للتكهنات حول مستقبله ووضعه الحالي في الفريق.
تصدى المدرب الهولندي أرنه سلوت للحديث عن هذا الموقف مباشرة، حيث تم استجوابه حول حالة صلاح النفسية والعقلية في المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة برينتفورد. أبدى سلوت تفهماً للموقف، معتبراً أن ما حدث هو رد فعل طبيعي من لاعب طموح مثل محمد صلاح. وأوضح سلوت أن اللاعبين من هذه الطينة يكون لديهم دافع داخلي هائل للإنجاز والاستمرار في التألق، وعندما لا يشاركون من بداية المباراة، فإن الشعور بالإحباط يكون حاضراُ.
أكد أرنه سلوت خلال تصريحاته على ثقته الكبيرة في قدرة محمد صلاح على تخطي هذه المرحلة الصعبة والعودة إلى مستواه المعتاد. ووصف سلوت اللاعب بأنه أحد أهم العناصر في الفريق، مشيراً إلى أن الفترات التي يشهد فيها تراجعاً في الأداء أو عدم استقرار نفسي هي جزء من مسيرة أي رياضي محترف. وأضاف المدرب أن الدور الأساسي للجهاز الفني في مثل هذه الأوقات هو دعم اللاعب ومساعدته على استعادة تركيزه وثقته بنفسه، مؤكداً أن الجميع داخل النادي يتطلعون إلى رؤية صلاح وهو يعود إلى تسجيل الأهداف وصنع الفرص كما اعتاد الجميع.
لم يكن حذف الإشارات إلى ليفربول هو المشهد الوحيد الذي أظهر إحباط صلاح، حيث لوحظ تسريعه في الخروج إلى غرفة الملابس مباشرة بعد نهاية صافرة مباراة فرانكفورت، وهو مشهد تكرر في عدة مناسبات خلال الموسم الحالي. هذه السلوكيات تعكس حالة من التوتر وعدم الرضا التي يعيشها اللاعب، ربما بسبب تراجع أرقامه التهديفية مقارنة بالمواسم السابقة، أو بسبب الظروف العامة التي يمر بها الفريق في البريميرليغ والمنافسات الأوروبية. يعتبر المراقبون أن هذه الفترة هي اختبار حقيقي لشخصية صلاح وقدرته على تجاوز التحديات.
في الختام، يبدو أن قضية محمد صلاح في ليفربول تدخل مرحلة جديدة تتطلب الكثير من الحكمة من جميع الأطراف. بينما يبدو المدرب أرنه سلوت مصمماً على دعم نجمه ومساعدته في عبور هذا المنعطف الحرج، يبقى على عاتق صلاح نفسه مسؤولية إثبات جدارته والرد على منتقديه من خلال أدائه على أرض الملعب. الجماهير تتطلع إلى نهاية سعيدة لهذه الأزمة، حيث أن عودة صلاح إلى مستواه الاعتيادي ستعود بالنفع على الفريق بأكمله في المنافسة على تحقيق الأهداف المتبقية من الموسم.
