أثيرت الكثير من الشائعات في وقت سابق من هذا العام حول احتمال انتقال النجم المصري محمد صلاح بعيدًا عن نادي ليفربول الإنجليزي. ومع ذلك، تمكنت إدارة النادي الأحمر في النهاية من تأمين بقاء نجمها الأول، وذلك بعد فترة طويلة من المفاوضات المكثفة التي أنهت حالة من الترقب بين جماهير الفريق. هذا البقاء أعاد للأذهان الذكرى التي غادر فيها صلاح نادي روما الإيطالي، في صفقة تاريخية لا تزال تفاصيلها تطفو على السطح بين الحين والآخر.
أعرب مونشي، المدير الرياضي السابق لنادي روما، عن موقفه الحاسم من تلك الصفقة، معترفًا بأنه كان عاجزًا تمامًا عن منع انتقال محمد صلاح إلى ليفربول خلال فترة انتقالات صيف عام 2017. ولم يكن مونشي، الذي عمل لاحقًا في نادي أستون فيلا الإنجليزي، مجرد متفرج على تلك الأحداث، بل كشف النقاب عن جانب مهم من تفاصيلها. أوضح المدير الإسباني المحنك أنه رغم عدم قدرته على إيقاف الصفقة، إلا أنه نجح في تحقيق مكاسب مالية مهمة للنادي، حيث تمكن من رفع قيمة الرسوم الانتقالية التي دفعها ليفربول، الذي كان آنذاك على بعد سنوات من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، نظير الحصول على خدمات قائد منتخب مصر قبل ما يقرب من ثماني سنوات.
شكلت صفقة انتقال محمد صلاح في ذلك الوقت نقطة تحول كبيرة في مسيرة اللاعب المهنية، كما مثلت خسارة كبيرة لنادي روما الذي كان يضم في صفوفه واحدًا من أكثر المواهب بريقًا في الدوري الإيطالي. لم تكن المفاوضات التي قادها مونشي بهدف إلغاء الصفقة، بل لإعادة توازنها لصالح ناديه قدر الإمكان، وهو ما تحقق له بالفعل من خلال الضغط لزيادة المبلغ المالي. هذا القرار، رغم مرارته آنذاك، أثبت مع مرور الوقت أنه كان في صالح جميع الأطراف: فقد حصل روما على تعويض مالي كبير، وضمن ليفربول خدمات لاعب سيصبح لاحقًا أحد أهم نجومه على مر التاريخ، ووجد صلاح نفسه في بيئة مثالية ساهمت في صعوده إلى قمة كرة القدم العالمية.
